2010-05-10

المسدس الروسي(*_ماكـــــاروف_*)


http://almgarba.blogspot.com/
الشهير مسدس ماكاروف




مسدس ماكاروف
الشهير مسدس ماكاروف
المسدس الآلي من تصميم نيقولاي ماكاروف دخل قيد الاستخدام في الجيش السوفيتي بحسب نتائج العطاء الذي اعلن على ضباط الجيش السوفيتي.

http://almgarba.blogspot.com/

الشهير مسدس ماكاروفكانت تقضي شروط العطاء بان تكون طلقات المسدس من عيار 9 مم وترباسه حرا. واصبحت الطلقة عيار 9 مم من اقوى الطلقات التي كان يمكن استخدامها لهذا النموذج من الاسلحة النارية الخفيفة. وبالرغم من ان المسدس اطلق عليه ذو عيار 9 مم فإن عيار رصاصته بلغ في الواقع 9.25 مم. وقد فاز مسدس "ماكاروف" في المناقصة بسبب بساطته ( اقل عدد ممكن للاجزاء المتحركة) واقتصاديته وخفة وزنه ودقة ضربه. وما زال المسدس قيد الاستعمال في الجيش حتى تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991. ولا يزال مسدس "ماكاروف" قيد الاستعمال في الجيوش الكثيرة للمعسكر الاشتراكي السابق بفضل بساطته وأمانته. ولاتزال النماذج المحدثة لمسدس "ماكاروف" تصنع حتى الآن في روسيا وبلغاريا. لكن يحل محله في الجيش الروسي تدريجيا مسدس " ياريغين" وغيره من النماذج الحديثة.
الشهير مسدس ماكاروف

التصميم

يستخدم في مسدس "ماكاروف" ترباس طولي منزلق حرا، وماسورة غير متحركة تشبه ماسورة مسدس "فالتر" الالماني. ويتم اغلاق الترباس بفضل كتلة الترباس وقوة نابض الارجاع. ويؤمن هذا التصميم البسيط دقة تزيد عما هو عليه لدى مسدس ذو ماسورة متحركة. ويحدد استعمال المسدس المصمم هكذا بوزن الترباس. وتعد الطلقة عيار 9 مم اكبر الطلقات وزنا التي يستحسن استخدامها في تصاميم كهذه.

ويستخدم في مسدس "ماكاروف" طارق لا يوجد فيه نابض من شأنه ان يجعله في الوضعية الخلفية، الامر الذي قد يسفر من حيث المبدأ عن الضرب عند سقوط المسدس من الارتفاع العالي مثلا. لكن ماكاروف اعتبر ان الطارق ليس لديه كتلة كافية لكي تؤخذ هذا الاحتمال بالحسبان.

ومن الصفات التي تميز مسدس "ماكاروف" هي بساطته المطلقة واناقة تصميمه والحد الادنى من الاجزاء. وتقوم بعض أجزائه بأدء وظائف عدة. وعلى سبيل المثال فان محدد الترباس يستخدم في الوقت ذاته كعاكس للخراطيش. اما النابض القتالي فيستخدم كسقاطة للمخزن . ويقل مسدس "ماكاروف" اجزاءً حتى بالمقارنة مع مسدس "Glock" الذي صمم قصدا اعتمادا على مبدأ قلة الاجزاء. ومن النادر ان يتعطل مسدس "ماكاروف" في حال مراعاة تعليمات استخدامه . واذا حصل عطل ما فيمكن تفكيكه تماما بدون استخدام عدة اضافية.
هذه الصورة تم تصغيرها تلقائيا . إضغط هنا لمشاهدة الصورة بحجمها الطبيعى 1024x768.
الشهير مسدس ماكاروف

http://almgarba.blogspot.com/

الضرب

يتم تأمين المسدس بعد تركيب المخزن وتوجيه طلقة الى خزانة الطلقات. وعند ذلك لا يمكن اطلاق النار بالضغط على الزناد. فيعد المسدس بهذا الشكل جاهزا لحمله. ولكي نبدأ في الضرب علينا تحويل الذراع المؤمن الى الاسفل، مما يتناسب مع وضعية " الضرب". بعد ذلك يمكن الضغط على الزناد. وعند الضغط عليه للمرة الاولى يتم رفع المهيئ في آن واحد. ولذلك تحتاج هذه العملية الى بذل جهد يقدر ب 3.5 كيلوغرام. بعد ذلك ينتقل المسدس الى نظام " الضرب المنفرد". ولكي يتم الضرب يكفي الضغط الخفيف على الزناد. كما يمكن رفع المهيئ يدويا، وذلك لزيادة دقة الضرب الاول. ويتم قذف الخرطوشة أثناء الرمي في اتجاه اليمين.

ويحتوي مخزن المسدس على 8 طلقات. وبعد صرف كل الطلقات يتم تثبيت الترباس بواسطة محدد الترباس الذي يمكنك إيجاده على جسم المسدس بقسمه الايسر. كما يمكنك تحرير الترباس يدويا بواسطة محدد الترباس في حال اذا كان المخزن المعبأ بالطلقات مركبا في المسدس او لا يوجد مخزن فيه، وذلك عن طريق سحب الترباس الى الخلف وتركه، الامر الذي يؤدي الى ايصال الطلقة الى خزانة الطلقات. ويعتبر المسدس في هذه الحالة جاهزا للضرب.

توجد السقاطة شأنها شأن سقاطات معظم المسدسات الاوروبية حينذاك على قاعدة المقبض، الامر الذي يستبعد سحب المخزن صدفة. لكن هذا الموضع لا يعد مريحا للرامي.
الشهير مسدس ماكاروف

مواصفات فنية تكتيكية

العيار 9 مم

طول المسدس 161 مم

وزن المسدس بدون طلقات 730 غم

طول الماسورة 94 مم

سعة المخزن 8 طلقة ( 12 طلقة في النموذج المطور)

2010-05-03

نبذة عن تاريح قبيله المغاربة فى الجهاد ضد ايطاليا

http://almgarba.blogspot.com/



من قبائل الجهاد « قبيلة المغاربة كما تحدث عنها : اتيليو تروتسي »
لم تكن كل تقديراتنا سليمة ففي نفوس المغاربة الذين اعتادوا منذ أحقاب على القتال
والصراع في الصحراء تكمن النية في المقاومة العنيدة لزحفنا أو على الأقل
الاستعداد للأحداث الجديدة التي لا تستسلم لها دون مقاومة ' 1
تعتبر قبيلة ' المغاربة ' إحدى أهم وأكبر قبائل الجهاد .. أشاد بها وبشجاعة رجالها البواسل أغلب قادة إيطاليا الذين أرخو لفترة المقاومة الوطنية التي امتدت لأكثر من عشرين عاما .. والحديث عنها وعن جهادها بالذات يطول ويتشعب .. والمرء مرغم منذ البداية على أن يختصره بالقدر الذي تتسع له هذه الزاوية المحدودة .. من هنا سأكتفي بالإشارة البسيطة إلى ما ذكره بحقها أحد قادة إيطاليا ومؤرخيها .. ممن أعجبوا بها وببسالة رجالها وقوة إرادتهم وهم يواجهون القوات الإيطالية .. بشجاعة نادرة ويمنعونها من بسط سيطرتها على المناطق التي يتواجدون عليها .. حتى في السنوات الأخيرة من الجهاد : ' وهكذا اتضحت حتى في النهاية .. في الشهر الأخير من عام : 1929 الضرورات التالية : 1. فصل قضية المغاربة عن قضية الواحات .


وهـا هـو والي برقة : ' اتيليو تروتسي ' يروي لنا بنفسه حكايته مع قبيلة المغاربة .. التي تحدث عنها في مواضع عدة من كتابه ( برقـة الخضراء ) وخصص لها الفصل السابع بكاملـه تحت عنـوان : إخضاع المغاربة .
والمطالع لكتابه هذا .. لا يسعه إلا أن ينحني إجلال وإكبارا لهذه القبيلة المجاهدة تقديرا لدورها الكبير الذي لعبته أثناء فترة جهادنا البطولي .. هذا الدور الذي أرغم ' تروتسي ' على أن يقول عنها في أواخر سني الجهاد : ' حقا إن المغاربة يمثلون في القطاع الواقع بين اجدابيا والعقيلة ومرادة وجالو أكثر المخاطر إثارة للقلق وأكثر القوى جدارة بالاعتبار .. وتعتبر قبيلتهم أشد قبيلة محاربة في برقة .. ويقال إنهم في تبرمهم بالخضوع بسبب البداوة الفارطة كان من الصعب في كل زمن وفي أي حكم جرهم إلى الطاعة ' ..ص: 201
المجاهدون يملون شروطهم
كانت الحكومة الإيطالية تفضل التهدئة السلمية على المواجهة العسكرية .. كانت كثيرا ما تعرض على زعماء هذه القبيلة .. المبادرة تلو الأخرى تجنبا منها للخيار المسلح .. لكن شروط أولئك الرجال الأفذاذ كانت أكبر مما يحتمل ساسة إيطاليا المستبدون المتغطرسون .
فبعد فشل كل محاولاتها العسكرية ..اضطرت الحكومة الإيطالية إلى إرسال المبعوثين لفتح باب التفاوض مع زعماء هذه القبيلة .. لا لإخضاعها بالكامل بل من أجل إعادة ربط الصلات التجارية على أقل تقدير .. لأنهم وكمــا يقــول :
' لقد تعمدت الإفاضة ، عن الإعداد لهذا الجهد الموجه لقبيلة المغاربة .. تحت الاسم العــام ( مفاوضات ) التي يرفضها الكثيرون رفضا مسبقا وينظرون إليها على أنها إجراء خطير ومضر بالهيبة والكرامة الوطنية '................................................. ص: 145
وتطرق أيضا إلى الحديث ، عن الاتجاه العام الذي تسلكه هذه القبيلة ، وشيخها الكبير صالح الأطيوش .. ردا على محاولة السلطات الإيطالية المتكررة ، للنيل من كرامتها والحد من حريتها .. وأشار بالخصوص إلى أن ممثليها كانوا ' قد سلموا عريضة صيغت فيها مطالبهم واقتراحاتهم بطريقة متعالية وتشف عن التطاول والوقاحة إن لم تكن دليلا واضحا على الجهالة المتعجرفة ' ......................... ص: 158
والآن .. يحسن بنا أن نطالع شروط تلك الوثيقة التي تحدث عنها ' تروتسي ' وقال بأنها أغضبت السلطات الإيطالية .. لما تضمنته بنود متعالية وغير مقبولة .. لم يتردد زعماء الجهاد في إملائها على الإيطاليين بكرامة وشرف ودونما تخاذل أو تهاون :






هذه هي الشروط التي أغضبت سلطات الاحتلال .. أغضبتهم لأنها أولا : تعكس القوة المعنوية والعسكرية التي يمثلها الخصم .. ولأنها ثانيا : تمثل حالة الضعف التي يعاني منها المحتل .. إلى الحد الذي أرغمت فيه إلى طلب الصلح والمهادنة حتى في أواخر سني الجهاد .
وإذا علمنا بأن هذه الوثيقة التي عرض من خلالها زعماء الجهاد شروطهم بتعالي وتعجرف كما يقول .. كانت قد قدمت خلال الاجتماع الذي عقد بتاريخ : ( 11 / 07 / 1927 ف ) .. أدركنا مدى خيبة الأمل التي منيت بها إيطاليا بعد صراع مضني وطويل لم تتمكن خلاله من إخضاع هذه المنطقة التي يطالب زعماؤها بإخطارهم مسبقا عن كل قادم إليها من المناطق المحتلة كشرط أول لبدء مفاوضات السلام معهم .
الخوف من المواجهة
لم تكن الحكومة الإيطالية ترغب في مواجهة هذه القبيلة مواجهة مسلحة .. كانت دائما تفضل الجنوح إلى الحل السلمي .. ومن أجل ذلك قدمت العديد من المشاريع السلمية بغية إخضاعها وتهدئتها لتشتيت قواها والقضاء عليها .. وفي هذا يقول المؤلف : ' إن الرغبة في مواجهة قبيلة المغاربة مواجهة مسلحة دون إغفال أية وسيلة سياسية تصلح لتهدئتها .. أو على الأقل تفتيت وتشتيت تشكيلاتها المعادية لنا .. سيؤدي في النهاية إلى إنقاص المجهود الحربي الذي سيكون حتما في أوانه المناسب ' ............................................ص: 142
ويعترف بخطورة المأزق الذي كانت تعانية السلطات الإيطالية .. حيث تواجه حربا جهادية يقودها عمر المختار في الشرق .. وأخرى يقودها صالح الأطيوش زعيم هذه القبيلة في الغرب :
' لم يكن يتوفر لدي في الجبل .. وضع هادئ مطمئن يسمح لي باقتطاع – لمدة غير محددة - نسبة عالية من القوات العاملة فيه والتي هي نفسها بعد عام من العمليات المضنية القاسية غير صالحة للتغلب على الثوار ' .....................................ص: 204
وربمــا كان سبب هذا الخوف ، المترسب في نفوسهم حيال مواجهة هذه القبيلة .. يرجع في أساسه - كما يقــول - إلى عدم قدرتهم على مواجهة رجال هذه القبيلة تارة .. وعدم ملاءمة الظروف ، لتلك المواجهة تارة أخــرى : ' يظل لدى قبيلة المغاربة الاقتناع بأنه .. لن يكون في مقدور القوات الإيطالية مطلقا التغلب على أدوارهم المعروفة بأنها لا تهزم ' ....................................ص: 136
التفكير في المواجهة
وإنه لشرف عظيم لنا ولهذه القبيلة بالذات .. أن يعترف أحد ولاة المستعمرين بأن حكومته كانت ولا تزال في أواخر سني الجهاد .. تفكر وترغب في مهادنة هذه القبيلة التي ما برحت تقاتلهم على مساحات شاسعة .. من خلال أرض شبه صحراوية منبسطة ومكشوفة .. تجعل من السهل على طيران العدو مهمة اكتشاف تشكيلاتها المسلحة واقتناص مقاتليها من الجو قبل مواجهتهم على الأرض .. رغم ذلك كله .. بقيت هذه القبيلة تقض مضاجع المستعمرين وحائلا كما يقول ' تروتسي ' دون توحيد المستعمرتين برقة وطرابلس : ' مواجهة قبيلة المغاربة بقصد تحقيق الوحدة الساحلية بين المستعمرتين '................................................. ......ص: 201
ومن أجل تحقيق هذا الهدف .. الذي حالت هذه القبيلة دون تحقيقه لسنوات طوال .. يذكر المؤلف أن وزارة الحرب الإيطالية وضعت في اعتبارها وتقديرها منذ سنة ( 1925 ) أمكانية الوصول إلى تحقيق الوحدة الساحلية بين الولايتين الليبيتين ، وصاغت من أجل ذلك خطة عمل تضمنت تقديرا صحيحا لمشكلة الجبل الأخضــر .. وذلك بـتأكيد السيادة الإيطالية ، على الجبل والتهدئة الكاملة لسكانـه .. ومـن ثــم التفــرغ التــام : ' لمواجهة مشكلة المغاربة ' أو كما يقول في موضع آخـر ' حل مشكلة المغاربة '
وذكــر إلى أن إمكانية القيام بمشروع منسق من العمليات ، في المستعمرتين قد أعيد درسهــا من قبل الوزير ' فدرزوني ' دراسة عملية بأكثر مما تم في الماضي .. وأنه تم تحديد الطلب الجديد للدراسة الشاملة .
ولم يكن خطر هذه القبيلة ، يطال المستعمرين في أراضيها التي تمتد من سرت غربا إلى اجدابيا شرقا وحسب .. بل في أماكن أخرى .. وقد أشار في مواضع عدة إلى هجمات المجاهدين المتكررة على الحدود الشرقية لولاية طرابلس .. وهو هنا يذكر امتداد خطرهم إلى الجنوب أيضا فيقول : ' الهدف المراد بلوغه يتكون تقريبا من المواقع النافعة الموجودة على خط عرض ( 29 ) أي سلسلة واحات الجفرة وزلة ومرادة وأوجلة وجالو .. ولكن القفز نحو الجنوب سيؤدي حتما إلى الاصطدام بالمغاربة ' .............................ص: 203
أهداف المواجهة
تماما كما كانت إيطاليا وحتى أواخر سني الجهاد .. عاجزة عن بسط سيطرتها على كامل الجبل الأخضر .. الذي كان مسرحا لعمليات عمر المختار ورفاقه .. كانت أيضا عاجزة عن بسط سيطرتها على الأراضي التي تحت سيطرت صالح الأطيوش ورفاقه من أبناء هذه القبيلة .. وأدركنا أيضا كم كان النصر قريبا .. قريبا جدا .. فقط لو تضافرت كل جهود المخلصين من أبناء الوطن .. لتحقيق هذه الغاية التي لم تكن بعيدة المنال .
وتأكيدا على ذلك .. بتطرق ' تروتسي ' إلى ذكر الأهداف المراد تحقيقها من خلال تلك العمليات التي خطط لها بدقة متناهية .. حيث لخصها في التالي :


ويشير كذلك إلى ما تم بحثه مع وزير المستعمرات بشأن عمليات ما يسمى بخط عرض ( 29 ) :
' لقد بحثت عمليات خط عرض ( 29 ) أكثر من مرة مع الوزير .. وقد تمت على أسس جديدة من الإيضاحات .. صياغة المشروع المؤرخ في : 18 .06 .1927 .. وهو المشروع الذي أكد على حل مشكلة المغاربة أولا .. ثم التقدم بعد ذلك في احتلال الواحات .. وذلك أنه ليس مما يتفق مع الواقع القبول بإمكانية استبعاد المغاربة .. أو عزلهم باحتلال مراده وجالوا وهي أماكن تبعد 200 ك .. عن موطن الإقامة العادية لقبيلة محاربة تتوفر على كامل الفعالية ' ........................ص: 204
ويكرر لمرات ومرات ذكر الهدف ذاته .. والمتمثل في توحيد المستعمرتين ( برقه وطرابلس ) هذا الهدف الذي حالت هذه القبيلة دون تحقيقه لسنوات طوال : ' كان العزم على مواجهة مشكلة المغاربة بقصد تحقيق الوحدة الساحلية بين المستعمرتين وقد تضمنه برنامج عمل قامت الوزارة بإبلاغه إلى حكومة برقة منذ : 09. 12. 1925 .. ولكن لاعتبارات متعددة تأجل تنفيذ هذه الخطة حتى نهاية الشهر العاشر من سنة : 1926 .. حيث أصدرت الحكومة الأمر بإعداد مشروع عمليات عسكرية لاحتلال مناطق خليج سرت من الساحل حتى خط واحات : سوكنة / زلة / مرادة / أوجله / جالوا / بقصد حل مشكلة المغاربة .. ويمكن أن يؤخذ من ذلك العرض .. أن الوزارة كانت تعتقد بإمكانية حل مشكلة المغاربة عن طريق التطويق العسكري الذي ستواجهه القبيلة نفسها نتيجة للعمليات العسكرية التي تنطلق من العقيلة وتؤدي فيما بعد إلى احتلال مرادة و أوجلة وجالو و جخرة ، وكان ذلك في رأيي خطأ كبيرا .. لاحظته على الفور في المشروع الأول بتاريخ : 30 .12 . 1926 ، قائلا : إن التغلب على المغاربة واحتلال الواحات ، قضيتان منفصلتان متميزتان بصفة تامة .. وإذا كان ثمة علاقة بينهما ، فهي ماثلة في واقع أن حل المشكلة الأولى ، يساعد على حل الثانية ' ................................ص: 201
الإعداد للمواجهة
واستعدادا لهذه المواجهة التي كانوا يحسبون لها ألف حساب .. يتطرق المؤلف إلى ذكر ما دار في اجتماع روما الأول الذي جمع واليي طرابلس وبرقة مع وزير المستعمرات .. وذلك لحل هذه المعضلة التي أرقتهم طويلا : ' وقد أدى اجتماع الوزير بالواليين ( والي طرابلس ووالي برقة ) الذي عقد في روما في : 30.10 .1927 إلى توضيح أكثر لوجهات النظر الخاصة بكل الأطراف المعنية وفوق كل شئ تحديد الأسس الرئيسية وحدود التعاون بين قوات برقة وطرابلس .. وقد ظل محددا آنذاك أن تقوم جيوش المستعمرتين في المرحلة الأولى بالعمل ضد قبيلة المغاربة ... وفي المرحلة التالية إلى احتلال الواحات .. حيث تخرج في المرحلة الأولى حشود من القوات الموجودة ببرقة بالتعاون مع حشود من القوات الموجودة بطرابلس بهدف مهاجمة قبيلة المغاربة ' ........................... ص: 205
ولا حاجة إلى لفت نظر القارئ هنا .. إلى أهمية هذا الاجتماع المشترك الذي حرص المستعمرون على عقده في روما بالذات .. لدراسة الخطط والعمليات العسكرية وتنسق الجهود .. للعمل ضد قبيلة واحده من قبائلنا المجاهدة .. وخلال الاجتماع الثاني الذي عقد في روما أيضا يفصح المؤلف أكثر عن تلك الخطط والجهود الحربية التي تم دراستها في الاجتماع الأول فيقول :
' في المرحلة الأولى تخرج حشود القوات الموجودة ببرقة بالتعاون مع حشود من القوات الموجودة بطرابلس الغرب بهدف مهاجمة قبيلة المغاربة ... ووضع في التقدير إمكانية أن تتجه قوات برقة من العقيلة نحو مرادة في الوقت نفسه الذي يتم فيه زحف قوات طرابلس الغرب رأسا من النوفلية نحو زلة وهو تنسيق نظري في المصاحبة بين سير القوتين بالنظر إلى متوسط المسافة الواقعة بين الطريقين وهي تزيد تنفيذها ' ........... ص: 205-206
وفي موضع آخر من كتابه يشير إلى أن هذا الموضع قد درس مجددا في نهاية عام : 1926 : ' إن إمكانيـة القيام بتنفيذ مشروع منسق من العمليات في المستعمرتين قد أعيد درسها من قبل الوزير ( فدرزونـي ) دراسة عملية بأكثر مما تم في الماضى .. وقـد تحدد في هذا الطلب الجديد للدراسة الشاملة .. أن الهدف المراد بلوغه، يتكون تقريبا من المواقع النافعة ، الموجودة على خـط عرض ( 29 ) أى سلسلة الواحــات : ( الجفرة / زلة / مرادة / أوجلة / جالو ) .. وذكر أيضا في تلك الدراسة أن القفز نحو الجنوب سيؤدي حتما إلى الاصطدام بالمغاربة '........................ص: 203
توقيت المواجهة
عقد الاجتماع الثاني في روما كما أشرنا .. وحدد المجتمعون فيه تاريخ بدء العمليات الحربية ضد المغاربة .. بل حددوا أيضا وبدقة متناهية .. موعد انطلاق قوات الواليتين لحسم هذا الصراع المرير لصالحهم :
' وفي الشهر ألأخير من عام ( 1927 ) ، عقد في روما اجتماع ثان لدى وزارة المستعمرات ، تحدد فيه بصفة نهائية برنامج العمليات المقبلة ، وكان لا بد للأفكار التي عرضتها من أن تتعرض للتلاؤم الضروري، ولكنها لم تتغير في جوهرها بشكل محسوس .. وقد لخصت نتائج هذا الاجتماع بوضوح ، في رسالة موجهة من الوزير إلى قائد الجيش وإلى الولاة في المستعمرتين .. وتحدد تواريخ الشروع في العملية بيوم : 27 / 12/ 1927 موعد انطلاق قوات برقة .. و يوم : 20 / /01 / 1928 ، موعد انطلاق قوات طرابلس الغــرب '................................................. ...ص: 210
ويعرج المؤلف بعد ذلك إلى الخطة المحكمة التي أعدتها الحكومة الإيطالية بولاياتها الثلاث .. للقضاء على هذا الخطر الذي تمثله هذه القبيلة ورجالها .. ولا تستثني الخطة بطبيعة الحال حتى نجوع السكان المسالمين :
' وقـد تقــرر أن تبدأ العمليات بمنطقة سـرت ، في يوم : 27 .12 .1927 من جانب قوات برقة .. ويـوم : 02. 01. 1928 من جانب قوات طرابلس الغرب .. وقد تم إعداد مسبق بحيث يتم التنفيذ المنظم للخطة .. بينما كانت قوات الفصيلة الثانية من المهاري بقيادة الملازم ( توريللي ) قد تحركت من مقرها بالجغبوب ووصلت إلى واحة جخرة شمال جالو حيث باغتت أحد النجوع وأسرت أربعة مسلحين '............................................ص: 185
أسلحة المواجهة
ولم يكن المستعمر يعتمد في خطته هذه التي يهدف من ورائها إلى إخضاع أراد هذه القبيلة المجاهدة .. لم يكن يعتمد فقط على توحيد قوات الولايتين وحسب .. بل أيضا إلى استخدام أحث وأخطر الوسائل الحربية :
' إن الأمر يتصل بفكرة رائعة وجميلة .. من أساليب الفن العسكري ولعلها جديدة في مجال العمل الاستعماري ، ويتوقف نجاحها على التنسيق المناسب للوسائل الحربية الحديثة ، أي على الطيران للقيام بنهمة الربط وعلى الراديو لنقل التعليمات ، وعلى العربات للتحول السريع .. مع توفر عامل التفوق في المصفحات والمدفعية المحملة على العربات ، التي لن يكون في وسع البدو بلوغها ، بسبب قوة نيرانها ' ......................ص: 211
ويظل هاجس الخوف من هذه القبيلة .. يلعب بعقول وقلوب ساسة المستعمرين .. فلم يكتفوا بحشد قوات الولايات الثلاث وحسب .. بل يحرصون أيضا على حشد كل ما لديهم من معدات حربية لا يملكها الخصم .. كالطيران والدبابات والمدافع وغيرها .
لكن .. ألا تتساءل معي .. لماذا يحشد العدو كل هذه القوات وكل هذا العتاد المتطور.. لمواجهة أفراد قبيلة بدوية .. يقاتلونهم على ظهور الدواب بسلاح بسيط .. ؟ لقد أجاب المؤلف نفسه عن هذا التساؤل إن كان قد دار بخلدك : ' لقد قيل .. أو طاف بالفكر أن العمل العسكري بالمقارنة إلى الفاعلية الضئيلة للثوار كان أغلى نفقات مما كان ينبغي وهذه الملاحظة كما هو واضح هي ثمرة الجهل بمعنى الحرب في مستعمرة وبصفة خاصة ضد المسلمين الذين يضيف إليهم الدين مقاومة أخلاقية معنوية لا تقل بحال عن المقاومة البدنية المتمرسة بكل قوة الحياة البدوية في بلدان محرومة من كافة المصادر' ..........ص:311
أماكن المواجهة
لقد ضلت هذه المنطقة الممتدة من اجدابيا وحتى سرت شمالا وواحات جالو وأوجلة ومرادة وتازربو جنوبا .. تحت سيطر قبيلة المغاربة والقبائل المتحالفة معها .. وقد باءت كل محاولات الإيطاليين إلى فشل ذريع .. وأصبحت هذه القبيلة مشكلة ملحة يبحثون لها عن حل : ' حل مشكلة قبيلة المغاربة أو إخضاعها النهائي ' كما يقول ' تروتسي ' .
وفي الوقت الذي يؤكد فيه على عجز قواته عن حل هذه مشكلة هذه القبيلة الثائرة .. يقول بأنه قد عرض فكرته بشأن ' إمكانية أن نجعل من إجدابيا مركز نشاط عسكري في مواجهة قبيلة المغاربة حتى نجد الفرصة لكي نمارس عليهم فيما بعد عملية سياسية أوسع وأكمل '
..................ص: 77
ومن خلال المشروع المشار إليه المؤرخ في : 30 . 12 . 1926 .. كانت الحكومة الإيطالية – حسبما يقول تروتسي - قد حددت أهدافها في التالي :
' لحل قضية المغاربة لا بد من مواجهتهم مباشرة في الأراضي التي يقيمون فيها بصفة عادية – منطقة الوادي الفارغ – وذلك لهز تشكيلاتهم والعمل على إبادتها فورا .. ثم وبصفة تدريجية هز الفعالية المعنوية والمادية وفقا لسياسة حكيمة تجري في الموقع وتقوم على الاجتذاب وتساندها بطريقة فعالة العمليات العسكرية التالية ' ..............ص: 203
ولكي ندرك حجم الخسائر التي تكبدتها إيطاليا في غزوها لبلادنا .. يتوجب علينا أن نعيد إلى الذاكرة محاولاتها من السيطرة على مناطق شاسعة تحت سيطرة المغاربة رغم محاولاتها المتكررة ورغم مضي أكثر من خمسة عشرا عاما على غزوها للبلاد .. استمع اليه وهو يحدثنا عن مأزقهم العسكرى عام 1929 :
' إن العمليات المنطلقة من العقيلة بهدف واحد هو تحقيق مكاسب ترابية في مرادة وأوجلة وجالو ستترك الجانب الأكبر من المغاربة في أمن وبالتالي في مستوى من الفاعلية الكاملة في منطقة الوادي الفارغ .. الأمر الذي من شأنه أن يشكل على الدوام تهديدا خطيرا لنا .. وهو تهديد سنجد أنفسنا مضطرين إلى مواجهته فيما بعـد في ظروف أقل ملاءمة بسبب التوزيع المحتوم لقواتنـا على طول خط مرحلة العقيلة / مرادة / جالو ( 370 ك ) .. فلا يعود بوسعنا أن نقاتل : 1500 مسلح - على أقل تقدير - من المغاربة ، إلا بقوة قليلة منهكة من الزحف الطويل والمتاعب الحتمية ' ................................ص: 203
ذكريات مؤلمة
وهو في النهاية يتذكر بألم وحسرة .. ما كان عليه الوضع في تلك الفترة المتأخرة من الجهاد الوطني سنة : 1926 ، ويعترف أن قوى التمرد كانت خلالها عديدة ومنظمة .. وأن الأهالي كانوا لا يعترفون بسطوة الحكومة الإيطالية ولا بسلطتها.. ويعترف أيضا بأن عدم تمكنهم من بسط سيطرتهم على تلك المنطقة حال دون توحيد الولايتين :
' وإني لأنظر اليوم ورائي فاسترجع ما كان عليه الوضع في برقة سنة : 1926 .. كانت ما تزال بعيدة تلك اللحظة التي يعترف فيها الأهالي بسطوة الدولة الغالبة وهيبتها .. كما كانت قوى التمرد عديدة ومنظمة .. وكان الاتصال الترابي بين برقة وطرابلس مقطوع .. ووسائل الاتصال بين شرقي برقة وغربها مقطوعة أو معطلة بسبب امتناع المرور عبر وادي الكوف .. كما كان السكان الخاضعون للحكومة في حالة قلق وتواطؤ مع المنشقين .. كما أن سلطة الزعماء الدينية والسياسية والعسكرية ذات شأن واعتبار .. أما الأعمال العمرانية فكانت طفلة يسكنها الحياء والحزن .. والتنظيمات الدفاعية كانت متواضعة ومحدودة وتكاد تكون مخنوقة .. كما كان الجنوب البنغازي مثيرا للقلق ومحاطا بالشكوك والغموض .. وكان الجبل عسيرا وخطيرا .. أما العمليات العسكرية فقد كانت مائعة .. هذا إذا أقررنا بوجودها أصلا .. أأبغي من هذا القول إلغاء كل نشاط سابق لولايتي .. ؟ كلا .. لأنني أدرك إلى أي مدى كان الوضع في سنة : 1926 خطيرا ومؤلما ' ................................ ص: 313
نعم كان الوضع كما يقول خطيرا ومؤلما .. وكنا من طردهم قاب قوسين أو أدني .. فقط لو تظافرت الجهود وصدقت النوايا .. ولم يسلم البعض راية الجهاد خنوعا وطمعا .
هذه - أخي القارئ – إحدى قبائل برقة المجاهدة ..التي شهد المستعمرون لها بالشجاعة والبسالة والإقدام في مواطن البذل والجهاد .. هـذه قبيلة ' المغاربة ' التي شهد ' تروتسي ' بشجاعتها وصلابتها ، حيث قال : ' كان يكفي أن أقف بنفسي مرة أخرى على صلابة المغاربة واستعصائهم ' ........ تروتسي هو الحكم العسكرى الايطالى فى برقة وهذه المقاله مقتابسه من كتابه برقة الخظراء'
1. إخطار مسبق لكل من ينوي التوجه إلى مناطقنا قادما إليها من المناطق الخاضعة للحكومة . 2 .اعتبار العمليات الحربية المتعلقة بهما أعمالا حربية متميزة منفصلة رغم ترابطها . 3. تقديم العمليات ضد المغاربة على العمليات الخاصة باحتلال الواحات ' .................ص : 202 2. إيقاف العدوان في برقة بشطريها وفي الجبل . 3. أن لا يسمح بدخول سوق اجدابيا إلا لمن كان مزودا بإذن من أحد الشيوخ المعينين لهذا الغرض من الأهالي المحددين لدي الحكومة . 4. إحضار تجار إلى إجدابيا ببضائع أكثر وفرة . 5. إعفاء الراغبين في المتاجرة من الضرائب الجمركية . 6. يعمل بهذه الشروط لمدة ثلاثة أشهر ، يتم خلالها عقد اجتماع رسمي للتفاهم ، هذه مطالبنا ونطلب ردا مقابلا للاحتفاظ به كوثيقة يدوية حتى سقوط الموعد المحدد ..... ص: 158 - 159 1. وصل المستعمرتين برقة وطرابلس والربط الدائم والمباشر بينهما . 2. إبعاد التهديدات المتمثلة في هجمات ثوار ( المغاربة ) على حدود ولاية طرابلس الشرقية........................http://almgarba.blogspot.com/

التسميات:

قبائل برقة العـربية

برقة اسم يطلق على شرق ليبيا الذي كانت تسكنه قبيلة لواتة عند الفتح الإسلامي، ولواتة أو بني لو يرجعون أصولهم إلى قبيلة حمير من اليمن، وأنهم هاجروا قديما إلى المغرب.

هذا وقد شكلت برقة بعد الفتح الإسلامي محطة للجيوش الإسلامية وللمسافرين في الطريق إلى المغرب العربي والأندلس، وقد ذكر اليعقوبي في القرن العاشر استقرار بعض أبناء القبائل العربية حول مدينة برقة (المرج) في الجبلين المطلين عليها من الشرق والغرب ، ولكن هذا التواجد لم يكن ذا أهمية على الصعيد الإجتماعي والسياسي، وبقي النفوذ في برقة لقبيلة لواتة حتى دخول قبائل بني سليم وبني هلال بدايةًًًًًًًًًً من عام 443ه (1051) وقد استقر منهم ببرقة بنو هيب وأحلافهم ناصرة وعميره ورواحة وفزارة، بينما واصلت بقية بطون بني سليم وبني هلال وأحلافهم تقدمهم نحو المغرب العربي.

وقد ذكر الإدريسي في سنة 1154 مواطن القبائل المستقرة ببرقة بعد مائة سنة من بداية هجرتها إلى برقة، وقال أن موطن ناصرة وعميرة هو من قصر العطش ( غرب العقيلة حوالي 27 كم) إلى قافز (بين بنغازي وقمينس)، أما رواحة فموطنهم من طلميثة إلى أرض برنيق (المنطقة حول بنغازي اليوم) وموطن قبائل هيب من طلميثة إلى لك (شرق طبرق حوالي 100 كم) ومن العقبة الصغرى إلى سرت مجالات رواحة وهيب .

أما ابن خلدون فذكر هيب وناصرة ومحارب وبنو شمال ورواحة وفزارة، وقال نقلا عن ابن سعيد أن رواحة وفزارة من غطفان ، وذكر القلقشندي بني صبيح قال أنهم من بطون بني فزارة .

القبائل العربية ببرقة

القبائل العربية التي ذكر المؤرخون العرب تواجدها ببرقة خلال الفترة بين منتصف القرن الثاني عشر وأوائل القرن الرابع عشر هي:

1. بنو هيب: هم بنو هيب بن بهثة بن سُليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، ويتكونون من القبائل التالية:

أ. بنو أحمد.
ب. بنو شماخ: ذكر ابن خلدون أن منهم بني حميد بإجدابيا وجهاتها، ويبدو اليوم أن بني شماخ هم أسلاف قبيلة المغاربة الحالية التي تتكون من فرعين هما: الرعيضات والشماخ.
ج. بنو لبيد: وهم عدة قبائل هم:

أولاد سلام، وأولاد حرام، والبركات، والبشرة، والرواشد، والبلابيس، والجواشنة، والحداددة، والحوتة، والموالك، والعلاونة، والدروع، والرفيعات، والزرازير، والسوالم، والسبوت، والشراعبة، والصريرات، العواكلة، والنبلة، والندوة، والنوافلة، والرعاقبة، والبواجنة، والقنائص، وبنو قطاب

وقد هاجر أغلب بني لبيد إلى البحيرة في القرن الرابع عشر واستقروا بها ، بينما أقام آخرون ببرقة لفترة ثم رحلوا بدورهم لمصر مثل أولاد سلام الذين سيأتي الحديث عنهم، ومن قبائل لبيد من بقي ببرقة حتى الآن مثل الحوتة والموالك والعلاونة، ويمكن القول أن العواكلة في قبيلة العبيدات هم من قبيلة العواكلة في بني لبيد، كما يمكن القول أن بعض قبائل بني لبيد هاجروا غربا إلى إقليم طرابلس حيث نجد اليوم قبائل تحمل نفس أسماء قبائل بني لبيد وهي قبيلتي الصريرات والدروع في ورفلة وقبيلة الندوة في تاورغاء.

2. بنو عميرة: هم بنو عميرة بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم .

3. بنو ناصرة: هم بنو ناصرة بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم، ذكر ابن خلدون أن مواطنهم وفزان وودان.

4. بنو شمال: ذكر ابن خلدون أن رئاستهم في العزة ولم يذكر لأي القبائل ينتسبون، ويمكن أن يكونوا اليوم هم الشمول في قبيلة سعيط من المرابطين.

5. بنو محارب: قال القلقشندي أنهم من سليم أما ابن خلدون فقال أنه يقال أنهم من بني جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن هوزان ، لكن المعروف لدى النسابين العرب أن بني محارب من محارب بن زياد بن خصفة بن قيس حيث يجتمعون في النسب مع بني سليم وبني هلال في خصفة بن قيس، ويجتمعون في النسب مع بني هلال في عامر بن صعصعة بن معاوية بن هوازن، وذكر القلقشندي أن محارب تتردد على بلاد الجيزية (محافظة الجيزة) وأطراف البهنساوية (محافظة المنيا) وفي بداية القرن الثامن عشر هاجر بنو محارب إلى مصر واستقروا بها

6. بنو رواحة: قال ابن خلدون نقلا ابن سعيد أنهم من بني غطفان بن قيس بن عيلان بن مضر ولم يذكر لأي بطون غظفان ينتسبون.

7. بنو صبيح: من بطون بني فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان، وهم عدة قبائل ذكرها القلقشندي وهي:

أولاد محمد والجماعات والشنفة والشعوب والعقيبات والعلاوي والعواسي والغشاشمة والقيوس واللواحق والمساورة والمطارنة والمواجد والمواسي والنحاحسة .

وقد ذكر القلقشندي أن جماعة من فزارة ممن يقيمون ببرقة نزلوا بأطراف البهنسا مما يلي الجيزية (محافظة المنيا)، كما هاجرت قبائل أخرى من فزارة غربا وهم الجماعات والعواسى والمساورة، حيث استقر الجماعات بودان، بينما استقر المساورة بمسراتة، واستقر العواسى بترهونة.

وفي فلسطين جماعة من المواسي ينتسبون إلى مواسي برقة نزلوا بشمال فلسطين في نحو سنة 1814 واشتهر من بينهم عقيلة بن موسى الحاسي الذي كانت له سطوة في مرج بن عامر وتوفي في سنة 1870 والمعروف اليوم أن المواسي يشكلون فرعا من فروع قبيلة الحاسة المتواجدة ببرقة.

وكانت لبني فزارة أوصاف يعرفهم بها العرب وهي أنهم كانوا بيض ووجوه رجالهم كأنها وجوه صبيان (أي لا تظهر عليها ملامح الكبر والتقدم في السن).

8. بني جعفر: ذكرهم ابن خلدون وقال أن منهم أبي ذئب شيخ العرب ببرقة وقال أنه اختلف في نسبهم وأنهم يقولون أنهم من الكعوب، ونقل عن سلام بن التركية شيخ أولاد مقدم جيرتهم بالعقبة أنهم من بطون مسراتة من هوارة .

وقد ذكر المقريزي عدد من قبائلهم وهم: المثانية والياسة وعرعرة والعظمة والمزايل والمعزة والبداري والسهاونة والجلدة وأولاد أحمد وقال أن منازلهم من سوسة إلى بئر السدرة ...

قبائل برقة اليوم*

خلال الفترة التي تلت القرن الخامس عشر هاجرت بعض قبائل برقة شرقا إلى مصر وهاجر بعضها غربا إلى طرابلس، ومنها ما تجمع في تكتلات قبلية أخذت أسماء جديدة وأصبحت تنتسب إلى التكتل القبلي الجديد، وبقيت قبائل أخرى محافظة على كيانها ولم تذب في أي من االتكتلات القبلية الجديدة.

ونتج عن هذه التغيرات الطارئة تقسيم جديد قسم قبائل برقة إلى ثلاث وحدات قبلية هي السعادى والهنادي والمرابطين، حيث أطلق مصطلح السعادى على القبائل التي اندمجت في بعضها وشكلت كيانات قبلية أكبر، بينما أطلق مصطلح الهنادي على أولاد سلام من بطون لبيد، أما مصطلح المرابطين فقد أطلق على فئتين هما:

الفئة الأولى: القبائل التي فضلت عدم الإندماج وظلت محافظة كيانها.

الفئة الثانية: القبائل وعائلات التي انضوت في أحد التكتلات القبلية، وإحتفاظ بعضهم بوضع خاص داخلها، ولذلك صنف المرابطين ثلاث أصناف هم:

1. مرابطون صدقان: ويشمل فئتين هما:

أ- مجموعة من القبائل عرفوا بالمرابطين البيض.
ب- شعب وعائلات منضمة لقبائل السعادي المستقرة في المناطق الشمالية من برقة المعروفة ببرقة الحمراء وعرفوا لذلك بالمرابطين الحمر.

2. مرابطون بالبركة: ويطلق على القبائل التي تدعي أنها من سلالة ولي.

ونتيجة لبعد العهد من التاريخ القديم لتطاول القرون والأمية وعدم تسجيل الأنساب صاغت الروايات الشعبية شجرة نسب مفترضة تجمع قبائل السعادى والهنادي وترجعهما إلى جد يعرف باسم الذيب أبو الليل ينحدر منه السعادى عبر أولاده جبريل وعقار وبرغوث من زوجته سعدى بنت مذكور التي ذكروا أنهم سموا بالسعادى على اسمها، كما ينحدر منه الهنادى ولده هند بن الذيب أبو الليل من زوجة أخرى.

ومع كل الملاحظات على هذه الشجرة فإني سأذكرها مع بعض التعليقات عليها، وسأتناول الحديث عن كل الهنادى والسعادى والمرابطين.

أولا: الهنادى

تزعم الشجرة الإفتراضية أن الهنادي من هند بن الذيب أبو الليل، ولكن الواقع أن الهنادي فرع من أولاد سلام الذين ذكرهم عدد من المؤرخين والنسابين العرب مثل ابن سعيد وابن خلدون القلقشندي وذكروا وجودهم ببرقة، ينقسم أولاد سلام إلى ثلاثة بطون هم: الهنادى والبهجة والأفراد.

ويرجع نسب أولا سلام حسب النسابة العرب إلى بنو لبيد من بطون هيب بن بهثة بن سليم بن منصور، وقد أقام أولاد سلام ببرقة، وإلتقاهم الرحالة العياشي في أرض البطنان (منطقة طبرق الآن) في سنة 1661 ، ثم هاجروا بعد ذلك إلى مصر في أوائل القرن الثامن عشر بزعامة يونس بن مرداس السلمي واستقروا بالبحيرة أولا ثم انتقلوا إلى الشرقية أثناء حكم محمد علي ولا يزالون بها حتى الآن.

ثانيا: السعادى

ينقسم السعادى حسب الشجرة الإفتراضية إلى ثلاث فروع هي:

أ- الجبارنة: أولاد جبريل بن الذيب أبو الليل ويتفرعون إلى عدة قبائل هم:
1. قبيلة الجوازي: أبناء حمزة بن جبريل وسموا بالجوازي نسبة إلى أمهم جازية، وقد هاجر الجوازي إلى مصر في سنة 1817 واستقروا بالمنيا ورئاستهم في عائلة لملوم التي تقيم في مغاغة بالمنيا.
2. قبيلة العواقير: أبناء موسى الأبيح بن جبريل.
3. قبيلة المغاربة: أبناء عبد الدائم بن جبريل وهم فرعين الرعيضات والشماخ، ويمكن إرجاع نسب قبيلة المغاربة إلى بني شماخ من بطون هيب من بني سليم.
4. قبيلة العريبات: أبناء عريب بن جبريل.
ويطلق على كل من العواقير والمغاربة والعريبات إسم العلايا.
5. قبيلة البرشة: أبناء بريش بن جبريل.
6. قبيلة المجابرة: أبناء حمد بن جبريل.

ب- البراغيت: أبناء برغوث بن الذيب أبو الليل وهم ثلاثة فروع هي:
1. الفوائد والرماح: أبناء فائد بن محمد بن برغوث، وقد هاجروا إلى مصر في سنة 1817 واستقروا بالمنيا والفيوم، ورئاستهم في عائلة الباسل.
2. قبيلة العرفا: أبناء عريف بن برغوث.
3. قبيلة العبيد: أبناء عبيد بن برغوث.

ج- الحرابى وأولاد علي: أبناء عقار بن الذيب أبو الليل، وهم:
قبائل أولاد علي: أبناء علي بن عقار بن الذيب أبو الليل، وأورد المؤرخ أحمد النائب نسبهم بأنهم: أولاد علي بن راشد بن معرف بن عطية بن رحاب بن محمود بن طوق بن بقية بن وشاح بن عامر بن جابر بن فاتك بن رافع بن ذباب بن ربيعة بن زغب بن جرو بن مالك بن خلف بن إمرىء القيس بن بهثة بن سليم.

وقد مر الرحالة ابن ناصر بنجعهم (خيامهم) مع الحرابى في سنة 1709 في مكان بين العقبة الصغرى (شرق مرسى مطروح) والعقبة الكبرى (السلوم) وهو ما يشكل الآن موطنهم ويقع داخل الأراضي المصرية بإعتبار أن الحدود بين ليبيا ومصر الآن في السلوم.

قبائل الحرابى: أبناء حرب بن عقار وهم خمسة قبائل هي:

1. أولاد أحمد: أبناء أحمد بن حرب، وهم الآن ضمن قبيلة البراعصة الذين يقال أنهم تربطهم بهم أخوة من الأم.
2. الحاسة: أبناء حواس بن حرب.
3. العبيدات: أبناء عبيد بن حرب.
4. عائلة فائد: أبناء فائد بن حرب هاجر عدد كبير منهم إلى مصر في سنة 1850 واستقروا بالفيوم.
5. الدرساء: أبناء إدريس بن حرب.

ثالثا: قبائل المرابطين

هم مجموعة من القبائل تعرف بالمرابطين وهم:

المنفه - المسامير- القطعان - الفواخر - الموالك - العقائل - الحبون - الشهيبات - الشواعر - العوامه - الحوته - سعيط - التراكي - الصوانع - الحسانة - العلاونة - السراحنة - المشيطات - القبائل - الزوية - أولاد الشيخ.

وتضم قبيلة الحوتة كل من قبيلتي الجرارة والسنينات، وقال النائب أن نسب الجرارة يرجع إلى جرير بن محمود جد قبيلة المحاميد من بني ذباب من بني سليم ، ويرجع نسب قبائل الحوتة والعلاونة والموالك إلى قبائل بني لبيد من بني هيب من بني سليم، ويقول القطعان أنهم من الكعوب من بني عوف أحد بطون بني سليم، ويرجع الفواخر نسبهم إلى يعقوب السخان بن سليمان الفيتوري جد الفواتير، أما نسب أولاد الشيخ إلى عبد الله المصري بن الشيخ عبد السلام الأسمر الفيتوري المتوفى بزليتن في سنة 1574، أما القبائل الأخرى فيمكن إرجاع نسبها إلى بني هيب وبني صبيح ولواتة وهوارة.


مصدر المعلومات عن قبائل برقة الحديثة والشجرة الإفتراضية لقبائل السعادى هو: كتاب سكان ليبيا (القسم الخاص ببرقة). تأليف هنريكو دي أغسطيني. ترجمة: خليفة محمد التليسي. الطبعة2(طرابلس- تونس: الدار العربية للكتاب. 1990).