2011-01-06

المجاهد الشيخ عبد النبي مذكور المغربـي

https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiF_77XPxgMTjtfyoQIbONjd5QeUp4eC5fufa4sb3qLL66ONsQNABpvHiNorVL2yPLWOaaRYRekqEgUML38HzIvsG6-2pjKUWOwbQEjEtNqiqYZ-9lqvNTPGgGD4cZ32TmJ7If7nLUIHEI/s1600/almgarba.jpg
 الشيخ عبد النبي مذكور المغربـي
           
المجاهد عبد النبي مذكور   صالح مذكور من عائلة نصر قبيلة المغاربة ولد هذا المجاهد في ضواحي اجدابيا ونشاء   في كنفها وبين روابيها وفي اوديتها حيث ترعرع وشب   في الوادي الفارغ   حوالي غيزل ويرجح انه من مواليد 1870 تقريبا .خبر الصحراء وعبر مساربها وخبر دروبها وربطته بها وشائج فلم يالف العيش بعيدا عنها حتى بعد رحيل الطليان عن ليبيا   .أعلنته   الصحراء بطلا زعيما متمردا .شارك   في معارك عدة وكان من القيادات البارزة   التي كانت   تدير دفة الجهاد في مناطق اجدابيا . كان عنيدا متمرد   قائدا بدور(فرقة ) اولاد شامخ الذي قاتل في اجدابيا وتخومها   صحبة كلا من الشيوخ نصر العمى ومهدي الحرنة وجلغاف شلبي وبالمثل كان هناك دور (فرقة) للرعيضات والذي قاتل في جبهة اخرى مماثلة في النوفلية وماجاورها وحتى اطراف سرت وقد تزعمته عائلة الاطيوش وبرز منهم احمد الاطيوش وعبدالله الاطيوش والشريف صالح الاطيوش كما برز قادة اخرون   منهم حمد بن شعيب البهيجي ومحمد الدايخ القرقعي وكانت القيادة العامة لهاتين الفرقتين للشيخ المجاهد صالح الاطيوش.كما كانت هناك فرقة للمحاربين القدامى وبعض المقاتلين من تشاد والسودان تزعهما المجاهد قجة عبدالله القرعاني. حينما غزا الايطاليين ليبيـا و بدء تشكيل الادوار. بادرت مجموعة من الشيوخ بفكرة مفادها تشكيل دور"المغاربة" للذود عن اجدابيا ومناطقها وقد لقت هذه الفكرة تأييدا كبير من قبل كثير من شيوخ قبيلة المغاربة وبعض القبائل التي انضمت اليهم وقد كان عبد النبي مذكور اول المباركين والداعمين لهذه الفكرة صحبة عدد من المشائخ   وقد وردت هذه المعلومات في كثير من المصادر منها .برقة العربية للطيب الاشهب   حيث ذكر ان ثلاثة من الشيوخ قد قامو بالتحشيد للدور ووهبو انفسهم وقدمو الغالي والنفيس وهم   نصر العمى ومهدي الحرنة والفضيل المهشهش وان هناك شيوخ قد دعمو هذه الفكرة وساهمو في   تشكيل دور الجهاد هذا و منهم جلغاف اشلبي وعبد النبي مذكور والسنوسي البراني   و محمود بوهدمة و محمد يونس قادوم و ابحيح الصبحي   و موسى حمودة   و السنوسي امشاقن و محمد الدايخ   القرقعي و الفضيل اجبيل   و سعيد لطيوش و محارب اعليوة و محمد الحرنة   و مصباح الدواس و سعيد شلبي وعبد القادر المقريف   وفرج الذبـــاح   و فرج الهتش و موسى الرقعي و محمد النعاس قادربوه و ابوبكر بوجبيهة والكيلاني القرقعي و سالم شمام   وغيرهم  (1)    .له من الاخوة   محمد مذكور ويونس مذكور شهيد موقعة نفازة ( غيزل )جنوب البريقة بحوالي 40 ك م   وتقول الرواية حول هذه الواقعة ,ان سبعة من المجاهدون قدمو الى   ((عين غيزل )) وما هي الا لحظات   حتى   رصدتهم قوة ايطالية والتحمت معهم   جنوب الغرد هناك وقد استماتت هذه المجموعة   القليلة   واجهزت عليهم الفرقة الايطالية حيث استشهدو ستة وهم:بوقعيرة سعيد العرج العمى وامحمد بووريث ويونس مذكور   واشلبي جلغاف وبو ام الهنــا هيبة   وسعد اشلبي هيبة   ووقع في الاسر المجاهد محمد العوري الميجنةومن ثم نفذ فيه حكم الاعدام وقد استذكرهم الشاعر محمد بلاش المغربي فقال:
واللــي فــي نفازة من اخيار القــوم    
اثبتو وين شايبهم اعقال طــــواء
في كتاب برقة من العدو مختــوم
الستة وسابعهم وكيف قضـــــــاء*
اسم والدته مناني بنت عبدالله اذهيبان وقد تزوج من السيدة زينب بنت   مطرود الحرنة شقيقة الشيخ المجاهد الشهيد امهدي الحرنة وانجب منها   كلا من البنات مناني وبيضاء وعزيزة ومن الابناء مذكور عبدالنبي وعمر عبد النبي وجاب الله عبدالنبي   شارك في معارك عدة   اولها معركة الرمسة والتي جرت احداثها في الزويتينة اواخر سنة 1913 . حيث عقب   صلاة العشاء التحم المجاهدون مع القوة الايطالية وسقط قرابة 200 شهيد   تلك الليلة كما قتلت اعداد كبيرة من الفرقة الايطالية   وتقهقرت القوة المهاجمة وتراجعت للوراء. واستشهد عدد كبير من مجاهدي قبيلة المغاربة ذلك اليوم واستشهدايضا بعض مجاهدي قبيلتي القبائل واولاد الشيخ وعائلات اخرى وقبائل منها المهاشيش والعريبات وزوية وسعيط وفواخر وفرجان وغيرهم. ومن الشهداء الذين سقطو ليلة الرمسة :فرج نصر العمى المغربي و فرج عطية اجبيل و سعد اخليف القبائلي وعبدالله اذهيبان مذكور وعلي بوشنيف القبائلي   وادريس بن عبد الرحمن اجبيل   وصالح بوحلفاية وعبدالكريم الهويرك العمى المغربي وعبد الشفيع الهوني قادوم المغربي ومنصور الماوي الميجنة   المغربي وعياد اجبيل القبايلي وعلي السنوسي العمى المغربي   وصالح الدغيلي المغربي وعقيلة صالح الطرشاني ومنصور الربراب الزوي واصيب كثيرون منهم المبروك بوسدرة المغربي وامهدي بوجازية المغربي والزروق بو جازية المغربي وما ميز موقعة الرمسة بالاضافة الى   دور المغاربة فقد   شارك فيها تقريبا   كل اهالي اجدابيا*كما شارك الشيخ عبد النبي مذكور مع دور المغاربة في معركة اغريدة الحداد   شرق اجدابيا في نفس السنة ووصفت بانها عنيفة,استخدمت فيها القوة الايطالية الرشاش والمدرعات وقد تزامنت هذه المعركة مع   اول ايام شهر   رمضان المبارك   حيث   افطر المجاهدون ذلك اليوم   وشربو الماء*وقد استمات المجاهدون الا ان هناك فارق في العتاد ,لذا تقهقرو وانسحبووتجمعو في دورهم حول القطفية  (2)   عقب هذا المعركة تجمع المجاهدون عند القطفية وهناك رسمو خطة لضرب قافلة "كيروانة" شرق اجدابيا وتجمعو وكان لهم ذلك واستاطعو ان يهاجمو كيروانة ايطالية ويستولو عليها فباغتوها بالهجوم ودار قتال عنيف مع الجند الايطالي وبعض الاحباش واستطاعت هذه الفرقة من دور المغاربة ان تضرب بقوة في هذه المعركة العنيفة ثم عادوادراجهم الى الوادي الفارغ .عندها تحركت فرقة ايطالية بغية القضاء على هذه المجموعة من المجاهدين وقد انقسمت الفرقة الى مجموعتين وكانت هذه الجيوش مدعمة بالاحباش "المصوع"وكذلك اليات مجنزرة   حيث   اتجهت الفرقة الاولى   المكونة من المصوع"الاحباش" الى البريقة عبر البحر على متن فرقاطة وزوارق وسلكت الثانية الطريق البري عبر اجدابيا منها   الى بئر بلال وهناك التحمت   مع المجاهدين ويستذكر الشيخ الطاهر الزاوي فيقول :وكانت الدبابات اول ضحية في هذه المعركة   لان طبيعة الارض لم تساعدها   على القيام بمهمتها   وامطرها المجاهدون وابلا   من الرصاص ففسدت   عجلاتها   فانقضو   عليها   وقتلو من فيها .واستحر القتال بين الفريقين   وصمد المجاهدون   لهذا الجيش العرمرم .فماهي الا ساعة   حتى ذهب الله   بريحه   وولى   الادبار.فركبو اقفيته   فلم ينجى الا نفر قليل   تمكنو من الهرب   وكان الفضل فيه للمغاربة   وقد ابلو بلاء حسنا   واظهرو فيها من الشجاعة والاستبسال   ما يسجله لهم التاريخ   بمدادالفخر (3) .وحينما   لاذت االسيارات   الايطالية بالفرار من ساحة المعركة كانت هناك كوكبة من الفرسان الشجعان   يقودها نصر العمى والذي انبرى لها ليوقفها   ومعه بعض المجاهدون وكان هناك تبادل لاطلاق النار بين الطرفين   سقط   على اثره الشيخ امهدي الحرنة   الذي حاول ان يقتحم احدى المدرعات واستشهد المجاهد حمد سكات   الصبحي   والمجاهدحمد الشامخ والمجاهد صالحين الضبع   و المجاهد عبدالسلام البرعصي والمجاهدعبد السلام بوادريس وجرح   كلا من عبد السلام رجعة و جمعة حسن   شلش  وفرحات الكــدن وعبد النبي مذكور وبوزريق الميجنـة واخرون *وعقب استشهاد   مهدي الحرنة   لاحق نصر ومن معه السيارات الفارة واجبروها   على التوقف   , حاصروها ومنعوها من التقدم واستمر الاشتباك على هذا النحو وقد سقطت فرس المجاهد اللافي   نشو الصبحي اثر قذيفة ثم سقط نصر العمى شهيدا   . ويستذكر المجاهد الشيخ سعيد   موسى الميجنة رحمة الله عليه في تسجيل   يعود الى مركز جهاد الليبيين موثق   يروي فيه   معركة بئر بلال الشهيرة ويستذكر في كلام ما معناه   عقب دحر المصوع   (( الاحباش )) والطليان خلصت سيارتين   من 47 سيارة   وقضى جميع الجند الايطالييون والاحباش وظل المجاهدون يلاحقونالسيارات الفارة من الموقعة واثناء تصدينا لها حاول بعضنا اقتحامها   ومن بينهم   مهدي الحرنة وعبد النبي مذكور فاصيب كلاهما   فسقط مهدي وابتعد عن السيارة وقد كانت اصابته بليغة   في الصدر وابتعد   الشيخ مهدي الحرنة وبدا بنزع احزمته ((الاحلاط)) وكان مثخنا بالجراح وقد وقف الى جانبه ابن عمه المجاهد فرحات الكدن   ماسكا باصرع الجوادين واستمرت المناورة بين السيارات والمجاهدين وقد استطاعات السيارات ان تفلت بعيدا وفي هذه الاثناء شاهدت الشيخ عبد النبي مذكور مضرج بالدماء ويمسح دمائه   بيديه متائرا بأصابة   في راسه عندما حاول اقتحام مدرعة وعقب هذا   سقط مهدي شهيدا فماكان من نصرالعمى الا ان قال (عدو بمهدي   قعدت اوحدي )   ولحق نصر السيارات الفارة من المعركة وكان معه مجموعة من   الفرسان من بينهم المجاهد الشيخ اللافي نشو   وحسين الظريف وعبدالرحمن الميجنة واخــرون . واستحر القتال حتى سقط نصر العمى شهيدا واجهز المجاهدون على الجنود الطليان باحدى السيارات وفرت سيارةواحدة. ( 4 ) لم يشترك عبدالنبي مذكور في معركة البريقة لاصابته واشترك في   بعض الهجمات والاشتباكات الخاطفة ومنها العريضة والرجل   والتي نفذها الدور لضرب بعض القوات الايطالية وكانت عبارة عن غارات خاطفة . ضيق الطليان على دور الجهاد , وبعد كل هذا التضيق اختار دور المغاربة ان يتخذ من الهروج السودا   قاعدة ومعسكرا وكان له ذلك ففي اواخر سنة 1928 هاجرت العائلات والاهالي ودور الجهاد   تحت قيادة المجاهد الشيخ   صالح الاطيوش والذي كان المسؤل الاول عن الدور منذ تشكيله وحتى انتهاء الجهاد 1930 . وفي اواخر   1929 شكل المجاهد احمد لاطيوش مجموعة قوامها 400 مقاتل واتخذ من الجيفة   معسكرا وكان مبتغاه ان يهاجم االاهداف الايطالية على الساحل وكان له ما اراد حين هاجم   (( كيروانة)) متجهة نحو مرادة واستطاع القضاء على من فيها وغنم ذلك اليوم ولم يكتفي   بذلك وشعر انه بامكانه ان يكر مرة ثانية   فتحرك شمالا قاصدا الهجوم على اجدابيا لاحتلالها حيث شعر انه بأمكانه ان يتقدم اكثر ورغبة منه   في استرداد هيبة الدور والذي اثخنته الجراح وبطش الطليان واضناه كيد البندات (بعض المتعاونين) وعندما وصل الى بئر بوجدارية في اواخر 1929 هاجمهم الجنرال ماليتي في جيش مجحفل وقد وزعه على ثلاثة محاور وعند بئر بالريش كانت الموقعة والتي عرفت بموقعة سبط القطيعة وقد اجهزت فرق ماليتي المدعمة بالاحباش على هذه المجموعة   والتي نجت منها اعداد قليلة ويقال انهم   قد استماتو في البداية واوجعو العدو وقضو مضاجعه , الا انهم خرجو من مكامنهم ((السبط )) فكانت النهاية وقضى من قضى ونجى من نجى .عقب هذه الاحداث ضيق الطليان على الدور في الهروج الاسود   مستخدمين كافة الوسائل, ارسل الطليان فرقة استطاعت ان تهاجم المرابطون في جبال الهروج السودا وقد استخدم   الطليان البندات ((المطلينين )) لضرب ما تبقى من دور الجهاد   واستخدمو ايضا الطيران ولم تكون هناك مساعدات وكثر المرض بين الاهالي هناك وضاق بهم الحال وقد   كانو يغيرون على اجدابيا ويأخذون ما يستطيعون اخذه   من ابل   واكل وما الى اخره ولا يلبثو الا ان يلاحقهم الطليان   بمساعدة الاحباش ومتعاونين فيتقاتلون معهم ويرجعون بالابل واستمر هذا الوضع ,حاولو ان يصمدو ولكن بعد كل هذا التضييق استسلمت اعداد كبيرة منهم فجز بهم في السجون والمعتقلات ((البريقة والعقيلة )) واختارت بعض العائلات ان تهرب بعيدا.حيث تحرك ما تبقى من الدور شرقا تجاه تازربو في محاولة اخيرة يأئسة واستجمعو قواهم هناك   لاحقتهم قوة ايطالية هذه المرة جوية وضربت تازربو سنة 1930 .ومنها فرو الى الكفرة ثم الى مصر ..وقد كان الشيخ عبدالنبي مذكور من بين اولئك   الذين   هاجرو الى مصر مع بعض رفاق الجهاد فيما استسلم معظم الاهالي والرفاق الذين وقعو في الاسر .فجز بهم في المعتقلات وبعضهم قد استسلم طواعية نتيجة   لاعتبارات عدة   منها انتشار المجاعة والفقر والاوبئة من ناحية وانتهاء الجهاد وابتعاد اغلب زعامات الجهاد ورحيلها الى خارج الوطن من ناحية اخرى .وبين هذا وذاك اختار عبدالنبي مذكور ان يستقر في مصر عقب احتلال الكفرة وقد مكث مذكور هناك   حتى 1945 وعندما تم طرد الطليان   عاد الى ليبيا ونزل   باجدابيا ثم انتقل للعيش في خور اوقيدة ((غرب اجدابيا))صحبة ابناء عمومته وتوفي هناك سنة1959 عن عمر يناهز ثلاثة وتسعون عاما   نحسبه انشالله من الشهداء الابرار وهذا قليل من كثير عن حياة المجاهد الفذ عبد النبي مذكور المغربي   واختم    بهذه الابيات الشعرية   حيث قال   احد الشعراء متغنيا بمعركة بئر بلال   وذاكرا مواقف الابطال وبعض الاحداث حول المعركة   حيث قال :                                                                   
وفي بـــــــلال جاهم   بقوم شـــــديدة            قطعهم   وتما يوم عالطليــــــان
استشهد الحرنة   ونصر راعي الجيدة              فراسين   يسمــو اكبار الشــان                      
وطـــاح عبد النبي مذكور عند الميــــدة            وليام عاركن دونه بكل   امكـــــان                    
المصـــــــــــــــــادر :
 (1 )   الطيب الاشهب ,كتاب برقة العربية ص387,388,422  
(2)   اقتباس من   الرواية الشفوية عن مركز جهاد الليبيين
(3) الطاهر الزاوي   .من كتاب عمر المختار ص 58
(4)الرواية الشفوية عن مركز جهاد الليبيــــــين   *
* قيل عنهم انهم ربطو ((عقلو )) ارجلهم   حتى يصمدو ولا يتسرب اليهم الضعف والهوان لذا ضربو لنا مثلا في الشجاعة .وبشهادة العدو نفسه حيث اشار اليهم جزار فزان غراتسياني   حيث ذكرهم في مذكرانه .رحم الله شهداء موقعة نفازة الاشاوس .
http://almgarba.blogspot.com/

0 تعليقات:

إرسال تعليق

تذكر قول الله تعالى .{ ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد }

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية