صورتان لمغادرة الحاكم للسلطة
- بالتي هي أحسن أم بالتي هي أخشن !؟ - |
هناك لقطة حدثت في إحتفالية الأمس بمناسبة تسليم السلطة الإنتقالية للمؤتمر الوطني لم تركز عليها عدسات محطات التلفزة الناقلة للحدث وهي أن السيد المستشار "عبد الجليل" - رئيس المجلس الوطني الإنتقالي المنتهية ولايته - عندما قام بتلاوة نص تسليم السلطة وسلم "كتاب التسليم" للسيد "محمد علي سليم" - رئيس المؤتمر الوطني الإنتقالي المبتدئة ولايته - قام بسجود شكر من وراء الطاولة الموضوعة على المنصة… والحقيقة حُق له أن يسجد سجود شكر لله تعالى بعد أن أزاح عن صدره وكاهله هذا الهم الثقيل وهذا الحمل الكبير فهي - أي الولاية/السلطة - كما قال رسول الله - صلى الله وعليه وسلم - (إنها أمانة وإنها في الآخرة خزي وندامة ) !… فخروج السيد "عبد الجليل" من السلطة بهذه الطريقة الحضارية المشرفة أفضل ألف مليون مرة من الطريقة التي تم بها إخراج الطاغية "معمر القذافي" من السلطة رغما ً عن أنفه جرا ً من قدميه!.. بل وبعد أن تعرض وهو في قبضة الثوار لإشكال مختلفة من الإذلال والمهانة وغادر السلطة – والدنيا ً أيضا ً - مذموما ً ملعونا وهو يتلقى على وجهه القبيح عشرات اللطمات وعشرات البصقات وعشرات الشتائم والإهانات وهو يصيح في من حوله في رعب وذهول : (حرام عليكم !!.. حرام عليكم !!) . فالشاهد هنا أنه قد أصبح لدينا في ليبيا صورتان لمغادرة السلطة !.. الأولى صورة مغادرة القذافي للسلطة جرا ً من الأقدام نحو القبر مع الضرب والإهانة! .. والثانية صورة مغادرة "عبد الجليل" للسلطة مع الشكر والتكريم!.. وعلى حكام ليبيا الجدد أن يختاروا - منذ اليوم - أيا ً من الطريقيتين يريدون بها مغادرة السلطة؟ .. طريقة مغادرة القذافي للسلطة أم طريقة السيد "عبد الجليل" !!؟؟.. والشاهد يعلم الغايب !.
سليم نصر الرقعي
0 تعليقات:
إرسال تعليق
تذكر قول الله تعالى .{ ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد }
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية