2012-06-11

اجدابيا:ستأتي الرياح بما تشتهى السُفنُ


....كانت ليلة موحشة وعاصفة, وطويلة انتابتها تشنجات الرياح القوية واصواتها المخيفة التي مابرحت تصطدم بأوراق الأشجار مولدة نوعا من الزئير الحاد الذي ترتطم أصداؤه على واجهات المنازل فترتد وهى مشبعة برنين الأعاصير التي تخلق سيمفونية جهنمية لا يمكن أن تطيقها أقوى الأعصاب البشرية واقصد  بالبشرية هنا _بشر اجدابيا_ الذين تلوثت أسماعهم بقذائف الجراد والدبابات .
,,,,,إن اسمعانا أصبحت تهاب صوت الرعد وتجفل منه وتترقب  وبحذر شعاع البرق وتخافه,,,,هل هو من إيقاعات الشتاء أم إيقاعات آلية حربية آثمة تجرأت يوماً على بلد الصبا والشباب(( اجدابيا)).
....ليالي الشتاء الباردة تجعلنا نلوذ بالدفء ونتدثر بما تحويه خزائننا من ثياب شتوية....شتاء قارص ولكنه ورغم برودته فأنه الشتاء الشافي لأوجاع الليبيين والمداوي لاو صابهم وصقيع قلوبهم وأحزانها...لا شك انه افضل بكثير من شتاء العام المنصرم الذي عشناه :بردا وتشتت وحرب ونزوح. وحمدا لله فما بين طرفه عين والتفاتتها يغير الله من حال إلى حال,,,, فليكن الشتاء قارصا ومرعدا ومزمجرا وممطرا طالما ننعم _شعب ووطن_ بدفء الحرية والأمان.
ولكن هناك ما يعكر صفو ألامان عندنا ألا هو ما يحدث فا الكفرة من زعزعة للاستقرار وتهديد لآمن ليبيا خصوصا مدننا الحدودية,,,    أن عدم قدرتنا على إدارة اختلافاتنا السياسية والاجتماعية يؤدي بنا إلى الصراع وهذا يمثل مقتلا خطيرا في قلب ثورتنا لأننا بحاجة إلى  الوصول  للنضج الفكري بحيث نتقبل آلية تبادل السلطة والرأي  وهو ما يسمى بأدبيات  العمل السياسي  الحديث,,,,فالقدرة على إدارة الائتلاف  مازالت غائبة عندنا تماما مثلما قدرتنا العاجزة على إدارة خلافاتنا     والوصول بها إلى الطريق السلمي الذي سرعان ما يتحول إلى نزاع وشقاق ويصمت اللسان ويتحدث السلاح  ولماذا؟,,,, هل لان بأسنا بيننا شديد او إننا شعب غير متجانس في أصوله ......أيها السادة  الأحرار أريد أن اهمس للمجلس الانتقالي (,,,من لا يستطع إدارة اختلافه لا يستطع إدارة ائتلافه ))ولو تتبعنا سباب هذا الصراع الذي يحلو للبعض أن يسميه  صراعا قبليا أو عرقيا لوجدنا لذلك (البائس المقبور)سئ الذكر يد فيه وانه وراء  هذه الفتنة القبلية ,,,لقد كان المقبور يسعى لتفتيت النسيج الاجتماع الليبي وبعثرته من خلال توطين قبائل أفريقية ليست ليبية في الأصل وذلك في المدن الجنوبية الحدودية كالكفرة وسبها.
.....اجدابيا أيضا لم تسلم منه فلو تطلعنا إلى التقسيم السكاني لمدينه اجدابيا لوجدنا آن المقبور سئ الذكر قد عمد في سنواته الأخيرة ألي زرع بعض أحياء المدينة بفئات أفريقية لكي تندمج في المجتمع الإجدابي ويفقد بذلك خصوصيته وأصالته.
نحن شعب عربي مسلم ولسنا ضد وجود والتحام الشعوب العربية المسلمة بنا فهناك العربي المورتانى والعربي التونسي والعربي السوداني وهناك أخواننا من تشاد المسلمة ونحن نرحب بهم كي يقاسموننا  متعة العيش بين ظهرانينا ولكن لا وإلف لا لتفتيت نسيجنا الاجتماعي الرصين المفعم بالأصالة الليبية  ولا لفقدان الهوية بتلك الطريقة العقيمة والخبيثة والممنهجة التي كان يسعى إليها سئ الذكر.
أن ما يحدث في الكفرة ليس بعيد منا أو عنا وهو جرس انذرا لكافة الليبيين لنبقى يدا واحدة ونسير في مركب واحد لنصل إلى بر ألامان عندها  ستؤتى الرياح بما يشتهيه مركبنا.
(,,,,وعلى شط الحرية رست مركب ثورتنا...)).

  بقلم / مفيدة المغربي

1 تعليقات:

في 12 يونيو 2012 في 2:11 م , Blogger  Enas Al-Mansuri يقول...

يخيفنى كثيرا عدم قدرتنا اللجوء للحوار وادارة خلافاتنا بطرق سلمية دون استعمال القوة او العنف ضد من نختلف معه فى الرأى .

 

إرسال تعليق

تذكر قول الله تعالى .{ ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد }

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية