إن الكتابة على كل حال هي ألعاصم من وطأة الظروف الصعبة,,, التي أخذت تضيق على النفس ما كان واسعا
مع خريف اخذ يطرق أبواب الحياة...... الكتابة دون غيرها تجعل من اللاجئين إلى
عوالمها الرحبة والمتمسكين بحبلها المتين يستخفون بما ملاء الحياة من صعوبات جمة.
....ولكنه ولأسباب عديده قد يلجأ
احدنا إلى الصمت عندما يكتشف انه لامناص
من الصمت وانه ليس كل ما يعرف يقال وإننا نعيش في حال من القلق والتململ بسبب من
الحالة الفكرية المتقلقلة والتعبة من أعباء ماضي مشين ومستقبل نرهبه ونهاب ركوب
موجه ,,,, ان الثوار على كل الأحوال هم الإبطال الأشاوس الذين اختاروا الموقف
الصامد وظلوا حيث هم غير مستجيبين لنعره جهوية أو دعوه قبلية ورفضوا الانصياع
لضغوط المتخاذلين والمندسين والمتحذلقين الذين يريدون تشويه صوره الثوار والمساس
بحلمنا نحن المعذبين أربعة عقود من الزمن على ارض ليبيا الطاهرة.
نحن
نرى كمواطنين نرنو إلى حياة هادئة وجميلة انه انه قد استقرت الأمور إلى حد كبير في منطقتنا وقد شرع الناس في تنفيذ كثير من المناشط
الاجتماعية ذات الطابع الحضاري والمدني التي تبشر بمستقبل مشرق ولكن !!!! لماذا تجتاحنا الشائعات وتغيم على سماءنا
المشرقة لماذا؟؟؟ ومن يروج لها ياترى؟؟؟ في
المدرسة في السوق في الشارع حتى بيوت الله تتناقل فيها الشائعات المغرضة,,ما لنا والأكاذيب,,,
لماذا لا نسير إلى الإمام ولا نلتفت إلى الوراء ولا نأبه لنباح الكلاب,,ألا نقول في
مثلنا العربي :إن الكلاب تنبح والقافلة تسير.
....أيها
السادة إننا لا نخاف نباح الكلاب ولكننا نخشى على مسير قافلتنا واتجاه مسيرها.
,,,,,أيها
الليبيين الأحرار: انه من أهم أسباب نجاح ثورتنا هو عدم قدرة نظام المقبور على إقناع
المواطن الليبي أو حتى الوافد المقيم في بلادنا بمصداقيته في إدارة شئون
البلاد,,,, اى نعم قدرته فائقة في إخافة وإرهاب أفراد الشعب الليبي حتى تخيل
المواطن الليبي أن المقبور أسطورة أزلية وباقية لاتنتهى ولا تموت.
وإذا
كانت الأديان الوثنية قبل ظهور الأديان السماوية قد افتعلت طقوسا بقصد أن تكون
رموزا للتأثير في الناس فأن السلطة القمعية للمقبور افتعلت رموز لا حصر لها لإضفاء
الهيبة وتضليل من هتافه بكلمة(الفاتح) إلى
نطقه (طز) تلك المفردات القبيحة التي تميز بها هذا النظام ألا نظام.
,,ومن
أنواع التبعية والعبودية هي تبعية المؤسسات الإعلامية حيث امتثلت الصحف لطقوس
كتابة المانشيت وكتابة العنوان وصياغة المقالات والإخبار بطريقة تمجد الفرد الواحد
والكتاب الواحد وهذا قمة التسلط في الوجود ,,,وما التسلط إلا سوء استخدام السلطة والتخلي
عن القيم الأخلاقية.....وهذا كله أدى إلى تدهور أوضاعنا وظهور أنماط سلوكية مفاجئة في مجتمعنا حيث كانت السنوات الثلاثين الأخيرة
عقيمة جدا وقاسية جدا لم يجد فيها المجتمع غير المعاناة إذ تخربت فيها والقيم
وتحطمت فيها الأبنية المادية,,, لذا لم يكن غريبا آن انهارت أسطورة المقبور من أول
صيحة (الشعب يريد إسقاط النظام),
,,,,ولكن
إلى اى مدى تغلغل تأثير ذلك العفن في
تصرفاتنا وسلوكياتنا وهل ما زلنا نعانى نزف داخلي غائر لا يشفى.,,,وما
الشائعات إلا بيت من ذلك القصيد...وما التكالب على الطوابير إلا من تلك
الثقافة,,,,والافتقار إلى الشعور بالانتماء إلى المؤسسات الحكومية إلا جزء من تلك
الثقافة . إنها ثقافة(رزق حكومة الله
يدوما),,,,, الاختلاس والتدليس والارتشاء : إنها بيوت من ذلك القصيد الهزيل الذي لا
يزال البعض يردده.
..أحيانا
اردد بيني وبين نفسي مقولة(أيها الصمت لك احترامي)....ولكن بلادنا في هذه الفترة
تريد منا العمل والجد وان نقول لا للإشاعة
لا للفتن لا لتفريق الصف الواحد لا للتقسيم لا للصراعات القبلية والجهوية
,,,,,دعونا نعمل ونبنى بلادنا ودعونا جميعنا نقرأ,لنستفيد من تجارب الامم الغابرة
والثورات التليدة والمجيدة ,,,وصدق
من قال :إن لم تقرأ فقد تسرب خير عميم من عمرك المديد.
بقلم مفيدة المغربى.